القضاء الألماني يصدر حكماً بالسجن المؤبد بحق طبيب سوري بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية

ألمانيا – محكمة فرانك فورت

16 حزيران/يونيو 2025

أصدرت المحكمة العليا في مدينة فرانكفورت الألمانية، اليوم الاثنين، حكماً بالسجن مدى الحياة بحق الطبيب السوري علاء موسى، وذلك بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، شملت تعذيب معتقلين معارضين للنظام السوري في مستشفيات عسكرية بدمشق وحمص، خلال فترة خدمته بين عامي 2011 و2015.

جاء الحكم بعد مداولات استمرت أكثر من ثلاث سنوات، واستندت إلى شهادات ضحايا وناجين، إضافة إلى أدلة طبية وتقارير حقوقية، تؤكد تورط الطبيب في إساءة المعاملة الجسدية والنفسية لمعتقلين داخل مرافق طبية كانت خاضعة لسيطرة أجهزة أمن النظام.

وكان موسى قد دخل الأراضي الألمانية في عام 2015 بصفة لاجئ، قبل أن يتم توقيفه عام 2020 إثر تعرف عدد من اللاجئين السوريين عليه وتقديمهم شكاوى ضده، ما دفع النيابة العامة الفيدرالية إلى فتح تحقيق شامل في أنشطته السابقة.

ملاحقات قضائية مستمرة بحق مسؤولين سوريين سابقين

ويأتي هذا الحكم بعد أيام من صدور قرار قضائي آخر عن محكمة شتوتغارت، قضى بالسجن المؤبد بحق عنصر سابق في ميليشيات موالية للنظام، بعد إدانته بالمشاركة في ارتكاب جرائم قتل وتعذيب بحق مدنيين في مدينة بصرى الشام بمحافظة درعا، خلال عام 2011.

ويُعد هذا الحكم جزءاً من سلسلة ملاحقات قضائية تنفذها السلطات الألمانية استناداً إلى مبدأ “الولاية القضائية العالمية”، الذي يتيح محاكمة المتهمين بارتكاب جرائم جسيمة ضد القانون الدولي الإنساني، بصرف النظر عن مكان ارتكاب الجريمة أو جنسية مرتكبيها وضحاياها.

وفي سياق متصل، كانت محكمة كوبلنز قد أصدرت في يناير 2022 حكماً مماثلاً بالسجن المؤبد بحق أنور رسلان، الضابط السابق في جهاز أمن الدولة التابع للنظام السوري، بعد إدانته بارتكاب جرائم تعذيب وقتل داخل فرع الخطيب الأمني بين عامي 2011 و2012.

وتُشكل هذه الأحكام خطوة بارزة في مسار محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا، وسط مطالبات دولية متزايدة بإقرار آليات عدالة انتقالية تضمن عدم الإفلات من العقاب.

 

Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram