تحل اليوم الذكرى الخامسة للهجوم الكيماوي الذي نفذته قوات الأسد على مدينة دوما الواقعة في ريف دمشق، في السابع من نيسان العام 2018 قامت قوات الأسد بقصف مدينة دوما أثناء عمليات الإجلاء القسري من الغوطة الشرقة بعد حصار شامل من قبل قوات الأسد وحلفائه دام لخمس سنوات.
بلغ عدد ضحايا المجزرة 78 من المدنيين وتعرض المئات جلهم من الأطفال لآثار الغازات السامة والذين تابعوا رحلة النزوح إلى الشمال السوري فور تلقيهم العلاج المتوفر آنذاك، ولتعلن روسيا بعد 5 أيام من الهجوم أن نظام الأسد فرض سيطرته بالكامل على الغوطة الشرقية.
أولى مجازر الأسد بالسلاح الكيماوي كانت في 21 آب العام 2013 حين استهدف الغوطة الشرقية بالأسلحة الكيميائية وراح ضحية المجزرة آنذاك أكثر من 1400 شخص من المدنيين بينهم أطفال ونساء.
منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكدت في تقاريرها أن نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية في دوما، ولكن إلى اليوم لا محاسبة ولا عدالة للضحايا، وفي ظل حماية نظام الأسد من قبل حلفائه الروس بالأخص و من خلفهم الصين حيث استخدمت روسيا والصين حق الفيتو (الفيتو) لصالح الأسد 16 مرة خلال اجتماعات مجلس الأمن الدولي منها 6 مرات في جلسات مخصصة لمناقشة هجمات الأسلحة الكيماوية.
منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أكدت في تقريرها الثالث الجمعة (27 يناير/كانون الثاني 2023)، أن محققيها خلصوا إلى “مبررات معقولة” تفيد بأن النظام السوري يقف وراء هجوم بالكلورين استهدف دوما في 2018، وأفادت المنظمة في بيان أن “هناك مبررات معقولة تدفع للاعتقاد بأن “مروحية واحدة على الأقل من طراز إم إي 8/17″، تابعة للقوات الجوية السورية أسقطت أسطوانتين من الغاز السام على مدينة دوما في يوم 7 نيسان من العام 2018.
وقالت المنظمة إن المروحية “انطلقت من قاعدة الضمير الجوية وكانت تعمل تحت سيطرة قوات النمر، أسقطت أسطوانتين صفراوين” في السابع من نيسان/أبريل 2018. واستهدفت الأسطوانتان مبنيين سكنيين في وسط دوما، وفق المنظمة. وجاء في تقريرها أن الأسطوانة الأولى “تفككت وأطلقت سريعًا غازًا سامًا هو الكلورين بتركيزات عالية جدًا، وانتشر بسرعة داخل المبنى ما أسفر عن مقتل 43 فردًا محددين وإصابة العشرات”. وتحطمت الأسطوانة الثانية في شقة وأطلقت ببطء بعض الكلورين “ما أثّر بشكل طفيف على أولئك الذين وصلوا أولاً إلى مكان الحادث”
“إن استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما – وفي أي مكان آخر – غير مقبول وهو انتهاك للقانون الدولي”. مضيفاً “أصبح العالم الآن يعرف الحقائق. على المجتمع الدولي أن يتحرك”.
المدير العام للمنظمة فرناندو آرياس في بيان
وفي تقرير سابق نشرته رابطة المحامين السوريين الأحرار تناولنا فيه التقرير الصادر عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومبرراتها لتحميل نظام الأسد مسؤولية الهجوم بالأسلحة الكيميائية على مدينة دوما.
“كيماوي الأسد.. منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تصدر التقرير الثالث لفريق التحقيق وتحديد الهوية“.
كانت أولى المجازر التي ارتكبها الأسد مستخدماً السلاح الكيماوي وأكثرها فجاعة من حيث عدد الضحايا في ال 21 آب من العام 2013 حين أستهدف الغوطة الشرقية بالأسلحة الكيميائية، مخلفاً أكثر من 1400 ضحية جلهم من الأطفال والنساء.
دون رادع تابع نظام الأسد استخدامه للسلاح الكيميائي في عدة مجازر لاحقة في خان شيخون ودوما وغيرها، رغم إن منظمة حظر السلاح الكيميائي قد أعلنت في بيان لها في 5 كانون الثاني/ديسمبر 2016، عن تدمير كامل مخزون نظام الأسد من السلاح الكيماوي.
تستمر رابطة المحامين السوريين الأحرار في مسيرتها في توثيق كافة الانتهاكات المرتكبة على الأرض السورية، والعمل مع شركائها على تجهيز كافة الملفات القانونية، ومستمرين بسعينا حتى يتمكن السوريون من رؤية العدالة تتحقق بمحاكمة الجناة وإنصاف الضحايا.