الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد مشروع قرار لإنشاء مؤسسة مستقلة معنية بالمفقودين في الجمهورية العربية السورية فقد تم التصويت يوم الخميس 29/6/2023 على مسودة القرارA/77/L.79 القاضي بإنشاء مؤسسة أممية مستقلة تهدف للعمل على ملف المفقودين في سوريا، ويشير القرار الذي تبنته الجمعية العامة بأغلبية 83 صوتا من أصل 193 دولة، مقابل 11 ضده وامتناع 62 عن التصويت أنه “بعد 12 عاما من النزاع والعنف” في سوريا “لم يحرز تقدم يذكر لتخفيف معاناة عائلات المفقودين.
ما هي الخطوات التي سبقت إصدار القرار
ويأتي هذا المشروع بعد سنوات من دفع منظمات المجتمع المدني السورية ومنظمات دولية لتحريك الملف وإنشاء آلية مستقلة تحت رعاية الأمم المتحدة لمتابعة مصير المعتقلين والمفقودين والمخفيين قسرياً في سورية وتقديم الدعم لعائلاتهم فقد صدر بتاريخ 2/8/2022 تقرير الأمين العام للأمم المتحدة رقم A/76/ 890 حول المفقودين في الجمهورية العربية السورية و تناول توضيح مصير المفقودين وأماكن وجودهم وتحديد هوية الرفات البشري وتقديم الدعم لأسرهم و جاء هذا التقرير ليعكس حقائق أن الأسر في جميع أنحاء سوريا تواجه تحديات منهجية في معرفة مصير أقربائهم وأماكن وجودهم فيهم المحتجزون تعسفيا أو المختفون قسرا أو المختطفون أو المفقودون في سياق انتهاكات حقوق الإنسان
وصدر بتاريخ 13/3/2023 تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشان الجمهورية العربية السورية رقم A/HRC/52/69 و الذي سلط الضوء على الاختفاء القسري الاحتجاز التعسفي بما في ذلك سوء المعاملة والتعذيب والوفاة أثناء الاحتجاز والاختفاء القسري استمرار النظام السوري بارتكاب أنماط الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب ومحاكمات غير عادلة للشعب السوري
بعد هذا الجهد و العمل الجاد و التقني الذي تضمن التحليل القانوني للقانون السوري وناقش بندين رئيسين يجعل تشكيل المؤسسة ضرورة حتمية و هما
- استمرار سياسة النظام السوري لترسيخ انتهاك لحقوق الإنسان ضمن القوانين والتشريعات المحلية
جريمة الاختفاء القسري غير مجرمة وفقا للقانون السوري و تضليل النظام السوري للأمم المتحدة بإدعائه بوجود آلية وطنية لكشف مصير المفقودين - دور منظمات المجتمع المدني في توثيق هذه الانتهاكات و التواصل مع الضحايا و آليات الأمم المتحدة وخاصة في موضوع الاختفاء القسري
مما دفع الدول الأعضاء في الجمعية العامة للتصويت لصالح القرار ومرَّ القرار الجمعية العامة الذي نص على “تقرر أن تنشئ، تحت رعاية الأمم المتحدة، الهيئة المستقلة المعنية بالمفقودين” في سورية لتوضيح “مصير جميع المفقودين وأماكن وجودهم، وتقديم الدعم الكافي للضحايا وأسر المفقودين، بالتعاون الوثيق والتكامل مع جميع الجهات الفاعلة والمعنية”، وأن “يكون للهيئة المستقلة عنصر هيكلي يضمن مشاركة الضحايا والناجين وأسر المفقودين في سورية”.
ما هي الخطوات الواجب اتخاذها لتنفيذ
تطلب الجمعية العامة من الأمين العام )أنطونيو غوتيريس) أن يقوم “بوضع اختصاصات الهيئة المستقلة في غضون 80 يوم عمل من اتخاذ القرار، وذلك بدعم من مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وبالتشاور مع جميع الجهات الفاعلة المعنية، بما يشمل مشاركة الضحايا والناجين والأسر مشاركة كاملة ومجدية”.
كذلك، تطلب الجمعية العامة من الأمين العام للأمم المتحدة “أن يتخذ، دون إبطاء، الخطوات والتدابير والترتيبات اللازمة للإسراع بإنشاء الهيئة المستقلة وتأديتها مهامها على نحو كامل”.
ويدعو مشروع القرار جميع الدول وجميع أطراف النزاع في سورية إلى التعاون الكامل مع الهيئة المستقلة والجهات الفاعلة الأخرى المعنية إلى التعاون معها. كذلك، تطلب من “منظمات الأمم المتحدة ككل أن تتعاون تعاوناً تاماً مع الهيئة المستقلة، وأن تستجيب على وجه السرعة لأي طلبات، بما في ذلك الحصول على المعلومات والوثائق، ولا سيما تزويد الهيئة بأي معلومات وبيانات قد تكون في حوزتها، فضلاً عن أي شكل آخر من أشكال المساعدة اللازمة لأداء ولاية الهيئة”.
رابطة المحامين السوريين الاحرار ترحب و تدعم قرار الجمعية العامة بإنشاء مؤسسة للمفقودين في سوريا
لعبت FSLA دورًا هاما في هذه العملية القانونية كالعديد من المنظمات القانونية الدولية المختصة و المنظمات الحقوقية المحلية والدولية ، حيث دعمت كافة الخطوات التي سبقت إنشاء هذه المؤسسة و ساهمت بالتحليل القانوني و التوعية القانونية و لقاء روابط الضحايا و التنسيق مع منظمات المجتمع المدني السورية و الدولية والمؤسسات و الهيئات الأممية و كان ذلك بعدة نشاطات و فعاليات قانونية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مؤتمر السوري للعدالة النسخة 2 الذي تم أنعقاده في مدينة غازي عنتاب التركية بتاريخ 30-31/8/2022 بعنوان مسارات العدالة والمسألة في عيون الضحايا و ندوة في اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري بعنوان لنكن صوتهم و التعاون الدائم مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة في موضوع إصدار التقارير التي تسلط الضوء على قضايا الاختفاء القسري و كان ل FSLA مساهمة في التقرير الصادر بتاريخ 13/3/2023 عن لجنة التحقيق الدولية وصدر بتاريخ 4/4/2023 قرار مجلس حقوق الإنسان تبنى تقرير لجنة التحقيق الدولية ويدين الانتهاكات الجسيمة للنظام السوري ويطالبه بالكشف عن معلومات عن مصير المفقودين
تؤيد FSLA إنشاء هذه المؤسسة و ترحب بتشكيلها للكشف عن مصير المفقودين في سوريا و تعتبرها خطوة إيجابية وبالاتجاه الصحيح ولابد من التأكيد على تنفيذ القرار 2254 لعام 2015 و تحقيق انتقال سياسي فعلي نحو الديمقراطية وحقوق الانسان فذلك يساهم في كشف مصير مئات آلاف السوريين المعتقلين و المختفين قسرا في سجون و معتقلات النظام ويشكل نقطة بداية لتحقيق العدالة الانتقالية لضمان الملاحقة القضائية ومحاسبة الجناة عن الجرائم المرتكبة وفقا للقانون الجنائي الدولي وتحقيق العدالة و السلام الدائم للشعب السوري