لعبت روسا دورا أساسيا و هاما و جوهريا يتخلص بتعطيل مسارات الحلول ووضع العصي في مسارات الحل السياسي فأوصدت كل الأبواب من أجل الحفاظ على حليفها النظام السوري متمثلا برأس النظام بشار الأسد فأفرغت مسار جنيف من مضمونه و ابتدعت مسارات في ظل التخاذل الدولي وفرضت واقعا ان الحلول يجب أن تكون على الطريقة الروسية متمثلا باستانا و سوتشي و غيرها من الاجتماعات التي جعلت الحل يفرض بوقائع وفرضيات و نتائج  يضعها الروس  مسبقا يقف المجتمع الدولي متفرجا يراقب الغطرسة والوقاحة الروسية لحماية نظام لم يتوانى عن ارتكاب أبشع انواع الانتهاكات و الجرائم ضد الشعب لسوري فكانت أحدى الحكايات المليئة بالدمار و القتل و التهجير التي ستبقى في ذاكرة السوريين في قصة ثورتهم لطلب الحرية و العدالة.

الإطار القانوني لتدخل الروسي في سوريا

كان هنالك توافق دولي على التدخل الروسي لجهتين منع انهيار الدولة السورية و ليس النظام السوري و إغراق الروس في المستنقع السوري، وتبني روسيا شرعية تدخلها في سوريا وفقا للقانون الدولي على سببين:

  1.  أن تدخلها كان بناء على دعوة من النظام السوري  وأنَّه نظام شرعي ويتحدَّث باسم الدولة السورية
  2. أنها تستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2249 لعام 2015 والذي يدعو الدول الأعضاء إلى القيام بكل ما في وسعها لمضاعفة وتنسيق جهودها لمنع وقمع الأعمال الإرهابية التي يرتكبها على وجه التحديد تنظيم داعش وجبهة النصرة وجميع الأفراد الآخرين والجماعات والمؤسسات والكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة.

الدعم الروسي للنظام السوري

قدمت روسيا للنظام السوري مختلف أشكال الدعم اللوجستي سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً، وقد لعبت روسيا دوراً حاسماً في عدم سقوط و انهيار النظام السوري و تتلخص أهم نقاط الدعم المقدم من روسبا

  1. بدّل التدخل العسكري الروسي المباشر في سورية في 30 سبتمبر/ أيلول عام 2015 المعادلة العسكرية لصالح النظام الذي كان في ذاك الوقت آيلاً للسقوط  فلم يحمِ بشار الأسد من السقوط فحسب بل مكّن قواته من استعادة زمام المبادرة على مراحل
  2.  الفيتو الروسي ضد أي قرار دولي يهدف لمحاسبة النظام السوري وعددها 17 مرة فأمنت غطاء للجرائم و الانتهاكات التي أرتكبها ولا زال يرتكبها النظام السوري  ضد لشعب السوري
  3.  مسار استانة : كان لروسيا دور رئيسي في ايجاد مسار يوازي مسار جنيف و يضم تركيا و إيران و عبر هذا المسار استطاعت تمكين النظام السوري من إعادة السيطرة على معظم مناطق المعارضة كريف حمص الشمالي – و غوطة دمشق و درعا و أريف حماه و إدلب و مدينة حلب
  4.  اللجنة الدستورية : من ابرز المبادات التي عملت عليها روسيا بهدف إضاعة الوقت لتعنت النظام السوري و عدم التزامه بجدية هذا المسار الذي وصل للجولة التاسعة ولم يتكمكن من تحقيق أي صيغ دستورية  توافقية بين النظام السوري و المعارضة و منظمات المجتمع المدني
  5.  المساعدات الإنسانية : تمكنت روسيا من تقليص دخول المساعدات الإنسانية لسوريا من 4 نقاط لمناطق المعارضة عبر العراق و الأردن و تركيا إلى نقطة واحدة و هي معبر باب الهوى كما فرضت نظام المساعدات عبر خطوط التماس في محاولة منها لتحويل ملف المساعدات الإنسانية لسورية عبر حكومة النظام السوري
  6. اعتمدت في استراتيجية التدخّل بسوريا على عدد من العناصر وهي القوّة المفرطة والدبلوماسية، وأمن الطاقة، ومكافحة الإرهاب، والتعاون الإقليمي، وعدم التدخل البري، وتخفيض الكلفة”
  7. الواضح أن روسيا جاءت إلى سوريا من أجل أن تبقى ومن أجل تحقيق مصالح استراتيجية لها في المنطقة ككل، لكنها لم تتمكن حتى الآن من تحقيق العوائد السياسية المرجوة، مثل ضمان تقديم نموذج بديل للتغيير من خلال العملية السياسية والإصلاح والتطبيع مع نظام الأسد، وتحويل التفاهمات مع تركيا إلى اتفاقيات مستدامة وتقديم نفسها كوسيط موثوق أمام الفاعلين الدوليين

الأهداف

موسكو “تسعى لحفـاظ على القواعـد العسـكرية الروسـية، حيث تحتفـظ روسيا بقاعـدة بحريـة عسـكرية في مدينة طرطـوس منذ فترة الاتحاد السوفيتي، وتحتفظـ أيضـا بمركـز تنصـت تجسسي رئيـسي في جبـال اللاذقيـة، فضلا عن قاعدة حميميم العسكرية التي أنشئت جنوب شرق اللاذقية عقب التدخل العسكري المباشر لروسيا في الحرب السورية.وتمثل هذه القواعد بعدا استراتيجيا هاما لروسيا في ظل الهيمنة الأمريكية والغربية على منطقة الشرق الأوسط، كما أن قاعدة طرطوس هي آخر قاعدة للأسطول العسكري الروسي على البحر المتوسط، وهي تمنح القوات الروسية الوصول السريع إلى البحر الأحمر والمحيط الأطلسي.

موسكو حماية المصالح الاقتصادية، حيث تمثل سـوريا أحد أهم الشركاء التجاريين لروسـيا في منطقة الشرق الأوسـط، خاصة في مجال الاستثمار والتجارة والطاقة والسّلاح، وتحتل المرتبة الرابعة من الدول التي تستورد السلاح الروسي، كما أن سوريا مرشحة لأن تصبح من مصدري الغاز الطبيعي في العالم عقب الاكتشافات الأخيرة قبالة سواحل المتوسط وفي البادية السورية. حيث تسعى روسيا للتحكم بسوق الطاقة في العالم فضلا عن رغبتها في الحفاظ على العقود والامتيازات التي حصلت عليها في سوريا، ودخلت حيز التنفيذ مثل عقد التنقيب البحري وعقود استثمار الغاز والنفط في البادية، لضمان سداد الديون السورية المتزايدة منذ بداية الثورة.

روسيا “تحاول نشر لغتها والتواصل مع الطوائف المسيحية الأرثوذكسية باعتبارها وريثة الكنيسة الأرثوذكسية

أن العمليات الروسية في سوريا وعمليات استعراض الأسلحة من طائرات وصواريخ وأنظمة عسكرية يعتبر دعاية للتصنيع العسكري الروسي، وهو ما بدا جليا في الفترة الأخيرة بعد تزايد صفقات شراء الأسلحة الروسية في منطقة الشرق الأوسط.

جرائم القوات الروسية في سوريا والموقف الدولي من هذه الجرائم

اقترفت القوات الروسية أبشع الجرائم بحق الإنسانية في سوريا وارتكبت انتهاكات فظيعة، بما في ذلك قصف المشافي وأحياء سكنية وقتل مئات المدنيين
و حسب  تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان الذي تحدث عن أبرز انتهاكات القوات الروسية منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في 30/ أيلول/ 2015، مشيرة فيه إلى مقتل 6943 مدنياً بينهم 2044 طفلاً و1243 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية على يد هذه القوات.

وقد شملت جرائم القوات الروسية في سوريا:

  1. تعمد قتل المدنيين على امتداد الجغرافيا السورية واستخدام الذخائر العنقودية والقنابل الحارقة المحرمة دولياً بشكل عشوائي دون اتخاذ أية إجراءات لحماية المدنيين وبشكل متعمد  في مناطق يسكنها المدنين
  2.  قصف المدارس والمشافي والمساجد والأفران.
  3.  تسببت مع قوات النظام والقوات الإيرانية وحزب الله في نزوح أكثر من 4.5 ملايين إنسان من مناطق مختلفة.
  4.  عرقلة الحل السياسي لم يعد النظام السوري يكترث بإجراء مفاوضات بعد أن استعاد بفضل القوة العسكرية الروسية أراضي شاسعة كانت قد خرجت عن سيطرته.
  5. أن روسيا استخدمت الفيتو ضد مصالح الشعب السوري في الانتقال السياسي وحماية للنظام السوري 17 مرة، 4 منها قبل تدخلها العسكري المباشر في سوريا، و13 بعد تدخلها العسكري  كما صوتت ضد كافة قرارات مجلس حقوق الإنسان التي تدين عنف ووحشية النظام السور
  6. حشدت الدول الحليفة لروسيا، مثل الجزائر وفنزويلا وكوبا و الصين وغيرها من الدول الدكتاتورية للتصويت لصالح النظام السوري
  7. القوات الروسية نفسها تورطت في ارتكاب آلاف الانتهاكات الفظيعة في سوريا، التي يُشكل بعضها جرائم ضد الإنسانية، ويُشكل بعضها جرائم حرب.

تقرير إدانة النظام السوري بهجوم خان شيخون الكيماوي  الصادر عن آلية التحقيق المشتركة لمشكلة بموجب القرار 2235 لعام 2015 و التي وافقت روسيا على تشكيل هذه الآلية و كانت روسيا جزء من آلية التحقيق المشتركة التي حقت في خان شيخون بعد صدور تقرير خان شيخون قامت روسيا باستخدام حق الفيتو لتعطيل عمل آلية تحقيق مشتركة وإنهاء عملها لإكمال تلك التحقيقات لذلك كان ملف خان شيخون كان المراد منه السير طريق المسارات الدولية المتعارف عليها من المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيمائية إلى الأمين العام للأمم المتحدة باتجاه مجلس الأمن للإحالة على محكمة الجنايات الدولية ولكن اصطدام  بفيتو روسي على الرغم من وجود القرار 2235  لعام  2015 و القاضي بتشكيل آلية التحقيق المشتركة و الذي ينص على التدخل بموجب الفصل السابع  في حال خرق للقرار 2235  لعام 2015