ألقى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، كلمة بالقمة العربية المنعقدة في جدة بالسعودية، أشار فيها إلى تهديدات تواجه المنطقة، وهاجم في الوقت نفسه الدول الغربية.

وقال “نحن أمام فرصة تبدل الوضع الدولي، الذي يتبدى بعالم متعدد الأقطاب، كنتيجة لهيمنة الغرب المجرد من المبادئ والأخلاق والأصدقاء والشركاء”.

وأضاف الأسد أن الدول العربية أمام فرصة تاريخية لإعادة ترتيب شؤونها بأقل قدر من “التدخل الأجنبي”.

 

الأسد هاجم أيضًا، خلال كلمته، تركيا دون تسميتها، في معرض حديثه عن مشكلات المنطقة، إذ قال إن العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لافتًا إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، و”خطر الفكر العثماني التوسعي المطعم بنكهة إخوانية منحرفة”.

الكلمة تطرقت أيضًا إلى ضرورة تطوير آلية عمل الجامعة العربية، ومراجعة الميثاق والنظام الداخلي، وتطوير الآليات للتماشي مع العصر.

وأشار إلى أن معالجة قضايا بعض الدول العربية تتطلب معالجة التصدعات التي نشأت على الساحة العربية خلال عقد مضى، واستعادة الجامعة لدورها كمرمم جروح لا معمق لها، وترك القضايا الداخلية لشعوبها، فهي قادرة على تدبير شؤونها، “ما علينا إلا أن نمنع التدخلات الخارجية في بلدانها ونساعدها عند الطلب حصرًا”.

العروبة..

ميّز الأسد خلال كلمته بين “نوعين للعروبة”، معتبرًا أن سوريا عروبتها “الانتماء لا الأحضان”.

وقال الأسد في إشارة إلى تقاربه مع روسيا وإيران على مدار أكثر من عقد تراجعت خلاله علاقات الدول العربية مع النظام وصولًا إلى حد القطيعة أحيانًا، “أما سوريا، فماضيها، وحاضرها، ومستقبلها، العروبة، لكنها عروبة الانتماء، لا عروبة الأحضان، فالأحضان عابرة، أما الانتماء فدائم، وربما ينتقل الإنسان من حضن إلى حضن لسبب ما، لكنه لا يغير انتماءه، ومن يغيره فهو من دون انتماء في الأساس”.

وتطلّع الأسد لأن تكون القمة بداية مرحلة جديدة للعمل العربي والتضامن والسلام في المنطقة، موجهًا في ختام الكلمة الشكر للسعودية لدورها في تحقيق “المصالحات”، في إشارة إلى مسارات التقارب التي دعمتها لإعادته إلى الجامعة.

وشهدت القمة كلمات لكل من ولي العهد السعودي الذي تسلم رئاسة القمة من الجزائر، وأمين عام جامعة الدول العربية.

كما ألقى كل من الملك الأردني، ورئيس الحكومة اللبنانية، وولي العهد السعودي، ورئيس الوزراء الجزائري، والرئيس التونسي، كلمة في القمة.

وسبقت القمة صورة جماعية وقف فيها الأسد إلى جانب كل من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي بادله حديثًا قصيرًا، والرئيس التونسي، قيس سعيّد.

وإلى جانب مشاركة الأسد الأولى منذ 2010 في قمة عربية، وصلت وفود من الصومال، وتونس، وموريتانيا، ومصر، وملك البحرين، ورئيس السلطة الفلسطينية، ورئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي.

كما شارك رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، والممثل الخاص لسلطان عمان، ورئيس الوزراء العراقي، ورئيس جيبوتي، والملك الأردني في القمة.

ومثل ولي العهد الكويتي، نواف الأحمد الجابر الصباح، وفد الكويت إلى القمة، كما ترأس أمير قطر، تميم بن حمد، وفد بلاده المشارك في القمة.