يستذكر الشعب السوري في هذه الأيام مذبحة قرية البيضاء، التي تعتبر من أشد المجازر وحشية التي ارتكبت على يد قوات النظام السوري والميليشيات التابعة له. قبل تسع سنوات من الآن، شهدت قرية البيضاء بريف بانياس في محافظة طرطوس على الساحل السوري مقتل المئات بدم بارد، بينهم نساء وأطفال.
منذ بداية الثورة السورية في عام 2011، ارتكبت قوات النظام وميليشيات “الشبيحة” العديد من المجازر في جميع أنحاء البلاد. وتعتبر مذبحة قرية البيضاء وحي رأس النبع في مدينة بانياس المجاورة من أبرز هذه المجازر بسبب طابعها الطائفي ووحشية الجرائم المرتكبة.
في 2 مايو 2013 وبعد سلسلة من الاحتجاجات المناهضة للنظام في قرية البيضاء، دخلت قوات النظام القرية وبقيت هناك لمدة يومين. خلال هذه الفترة، ارتكبت مجزرة سيئة السمعة تعرف باسم “مجزرة البيضاء”.
و بلغ عدد ضحايا المجزرة قتلًا وحرقًا أكثر من 284 مدنيًا منهم ٢٣ امرأة و 14 طفل و ذلك بحسب سجلات “توثيق رابطة المحامين السوريين الاحرار السوري” ، واتُهمت قوات النظام ومجموعات من المخابرات بارتكابها وبمشاركة مجرم الحرب المدعو علي كيالي ( معراج أورال ) تركي الجنسية قائد ميليشا ما يسمى المقاومة السورية لتحرير لواء اسكندرون، في حين قالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“، إن 459 شخصًا قُتلوا بهجوم النظام على القرية، بينهم 92 طفلًا و71 امرأة.
تم اعتقال أكثر من 500 شخص ولا يزال مصير معظمهم مجهولًا، بمن فيهم الناشط عمر الشغري الذي اعتقل وتم الافراج عنه
بعد أن دفعت والدته مبالغ مالية ضخمة لشخصيات من النظام السوري.
قبل وقوع المجزرة، كانت قرية البيضاء تنعم بأجواء مستقرة وهادئة. ومع ذلك، نشأت مواجهة بين مجموعة منشقة عن النظام ودورية للجيش على بعد حوالي تسعة كيلومترات من القرية، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من عناصر النظام. استجابةً لهذه الحادثة، انتقم النظام السوري بسرعة وارتكب مجزرتين.
تقع قرية البيضاء ضمن منطقة بانياس شمال محافظة طرطوس وتطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط. كانت القرية واحدة من أوائل المناطق التي شهدت انطلاق الثورة السورية بعد مدينة درعا.
في ضوء هذه الأحداث المأساوية، يتذكر السوريون مجزرة قرية البيضاء وتعهدوا بعدم نسيان ضحاياها والظروف التي أدت إلى هذه الفظائع. تستمر الجهود المحلية والدولية لمحاكمة المتورطين في ارتكاب هذه المجازر وتقديمهم إلى العدالة.
ويستمر الشعب السوري بنضاله لاجل تحقيق الانتقال الديموقراطي و محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق السوريين.