“إذا بدي اتحمم بدي طالع زوجي وولادي من الخيمة حتى اقدر اتحمم”. هذا ما قالته جواهر الحسن نازحة في مخيم “طريق المازوت” في عفرين بريف حلب
ويقول المسؤول عن المخيم “ذكريا سليمان سعد” أن 300 امرأة تعيش في المخيم، وأن أوضاعم أكثر سوء عن الرجال، بسبب عدم توفر المياه والحمامات، وأنه لا يوجد دورات المياه، إضافة إلى عدم توفر الحاجيات الأساسية من غذاء ولباس واحتياجات شخصية.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان أصدرت تقري في ذكرى اليوم العالمي للمرأة “في اليوم الدولي للمرأة الزلزال الذي ضرب شمال غرب سوريا كرس الأوضاع المأساوية للنساء فيها وشرد ما لا يقل عن 35 ألف سيدة”، مشيرة إلى أن أطراف النزاع ما زالت تمارس المزيد من الانتهاكات ضد النساء العاملات في الشأن العام.
ستعرض التقرير حصيلة أبرز الانتهاكات التي ارتكبتها أطراف النِّزاع والقوى المسيطرة في سوريا بحقِّ السيدات (الإناث البالغات) منذ آذار/ 2011 حتى آذار/ 2023، على خلفية النزاع المسلح الداخلي، وكانتهاك للقانون الدولي لحقوق الإنسان.
سجل التقرير منذ آذار/ 2011 حتى آذار/ 2023، مقتل ما لا يقل عن 16298 سيدة (أنثى بالغة) على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، 11957 قتلنَ على يد قوات النظام السوري، هو المسؤول عن قرابة 74 % من حالات القتل خارج نطاق القانون مقارنةً ببقية أطراف النزاع. وهذا يدل على تعمد النظام السوري استهداف السيدات بعمليات القتل. وقتلت 977 سيدة على يد القوات الروسية، في حين قتل تنظيم داعش 587، وقتلت هيئة تحرير الشام 79. ووفقاً للتقرير فقد قتلت جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني 885 سيدة، وقتلت قوات سوريا الديمقراطية 169. وسجل التقرير مقتل 658 سيدة على يد قوات التحالف الدولي، و986 سيدة على يد جهات أخرى.
بعد الزلزال.. تشريد 45 ألف سيدة
“نسرين السمان” من أبناء مدينة حرستا بريف دمشق، هجرت إلى الشمال السوري في آذار 2018 وأقيمت في مدينة جنديرس بريف حلب، إلى أن وقع الزلزال، لتصبح نازحة في مخيم شهداء جنديرس، على أطراف المدينة، تقول أيضاً، أنه “تشعر بالحرج الشديد عن خروجها إلى الحمام، وأنه لا يوجد راحة في الدخول والخروج بسبب كثر الناس في المخيم”.
تقيم نسرين وعائلتها مع عائلتين ايضاً في خيمة واحدة، وتقول ” إذا بدنا نتحمم، أنا أو اولادي مثلاً بدنا نفضي الخيمة كلها حتى نقدر، الموضوع كتير صعب”.
يقول أحمد رحيم، مسؤول مخيم “شهداء جنديرس” أنه يقطن حوالي 180 عائلة من بينهم 230 امرأة يقيمون في 53 خيمة تقريباً، في كل خيمة عائلتين إلى ثلاث، ولا يوجد في المخيم سوى حمامات مشتركة للرجال والإناث، وهذا مما يزيد صعوبة العيش لدى النساء، إضافة إلى أنه لا يوجد مطابخ أو أي شيء أخر.
أسمهان فسوم، سيدة أخرى تعيش في مخيم الرسالة في عفرين بريف حلب، تقول أن النساء لديها احتياجات كثيرة وأنها تستعمل الخيمة للحمام وللطبخ وللأكل وللشرب وللنوم، وأن الخيام لا يوجد عوازل بها، فهي لا تقي من البرد ولا جر الصيف ولا تحفظ الخصوصية.
يحتوي مخيم الرسالة على 300 خيمة يقيم بداخلها 350 عائلة،حوالي 1500 شخص من بينهم 750 امرأة، بحسب، عمار حشمة، مسؤول المخيم.
وأضاف أن من أهم احتياجات المخيم، كتل حمامات ودوريات مياه خاصة للنساء تضمن له الخصوصية، وأن معظم النساء تستعمل الخيمة للحمام والطبخ والنوم ولجميع متطلباتهم، وأضاف أيضاً ان المقيمين في المخيم قبل وقوع الزلزال بفتقرون لمقومات الحياة من تدفئة وغذاء ودواء وغيرها من الاساسيات، وزاد الوضع سوء عند استقبال المخيم لمتضرري الزلزال حيث أنهم بحاجة لرعاية صحية واجتماعية بشكل أكبر،
وقال أيضًا أنه لا تصل الكهرباء إلى المخيم، ويعيش الأهالي على فانوس صغير يتم شحنه في النهار لاستعماله ليلاً، وهو لا يكفي لمنتصف الليل، ليمضي الأهالي بقية الليل في الظلام.
ووفقا لتقرير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” أن الزلزال الذي ضرب مناطق عدة من سوريا وجنوبي تركيا فجر الإثنين 6/ شباط/ 2023، تسبب بتشريد ما لا يقل عن 45 ألف سيدة داخل سوريا ممن تضررت/ هدمت مساكنهن وأصبحت غير قابلة للسكن، معظمهن كن قد تعرضن سابقاً للتشريد لأكثر من مرة، تركزت معظم حالات التشريد منطقة شمال غرب سوريا الخارجة عن سيطرة قوات النظام السوري والمناطق المجاورة لها، كما توفيت 1524 سيدة بسبب الزلزال وتأخر المساعدات الأممية والدولية منذ 6/ شباط حتى 27/ شباط/ 2023، من بينهن 13 سيدة من العاملات في المنظمات الإنسانية، و22 سيدة من الكوادر الطبية وسيدة واحدة من كوادر الدفاع المدني. وقد أدت تداعيات الزلزال إلى مضاعفة معاناة النساء واضطرارهن إلى مواجهة تحديات مضافة.
أكد التقرير على أن العشرات من حقوق المرأة الأساسية يتم انتهاكها، وفي مقدمتها، الحق في الحياة، عدم التعرض للتعذيب والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، وفي التنقل، واللباس، وحرية الرأي والتعبير، والعمل، وغيرها من الحقوق. وإن تعزيز دور المرأة، وحمايتها من العنف والانتهاكات، بما في ذلك حقها في العمل السياسي والإعلامي وحرية الرأي، سوف ينعكس بشكل إيجابي على المجتمع كله، كما أن كل ذلك من الأمور الأساسية في السعي نحو المساواة والتنمية.