بعد مضي 12 عاما من الحرب التي شنها النظام السوري على الشعب السوري مرتكبا أفظع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان و الجرائم التي شهدها القرن الحالي حتى نال رئيس النظام بأنه الديكتاتور الدموي عن استحقاق ولم يقدم النظام السوري أي خطوات ملموسة حتى الآن ليحظى باحتضان العرب فلم يقدم تنازلات تجاه الإصلاح السياسي ولا محاسبة جرائم الحرب ، ولا يحاول إعادة ملايين الاجئين السوريين إلى وطنهم بعدما هجرتهم مدافعه و طائرته وجرائمه بحقهم بل عزز حكمه الكلِبتوقراطية أو حُكم اللصوص للاستيلاء على ثروات الشعب السوري بتمكين متنفذي و تجار الحرب باختلاس أو سرقة الأموال و عمل على بيع أصول الدولة السورية ورهن مقدرات البلاد إلى روسيا و إيران كجزء من سداد فاتورة تكاليف حربه على الشعب السوري ليظل حاكما على رقاب السوريين وسلوكه يستمر في سياسته الممنهجة في دمار سوريا سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا.
نراه اليوم بكل وقاحة يحضر في القمة العربية محاضرا في مفهوم العروبة وهو من ارتمى في الحض الإيراني و الروسي موجها الاتهامات إلى الغرب بوصفه مجرد من الأخلاق والمبادئ و الاصدقاء و لا يخفى على أحد ان النظام السوري هو من غمر العالم بالمخدارات ليصبح المنتج الرائد في العالم للكبتاجون يستخدم المخدرات كوسيلة ضغط لإجبار الدول العربية للعمل معه كي لا يبقى منبوذا.
بعد كل ما حدث و كل هذه الفظائع و رغم صدور العديد من القررات الدولية و الأممية و أهمها قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015 الذي يعتبر هندسة لخارطة الطريق لحل الأزمة السورية لذي يدعو إلى وقف إطلاق النار ووضع دستور جديد وانتخابات حرة في سوريا و تحقيق العدالة الإنتقالية و محاسبة المجرمين وتهياة الظروف الملائمة و الأمنة و الكريمة لعود ة اللاجئيين السوريين.
نرى الدول العربية تلهث للتطبيع مع هذا المجرم متفائلة للغاية بشأن ما يمكن أن تحققه هذه العودة وكأن المشكلة الوحيدة في الشان السوري تتلخص بعودة المجرم للجامعة العربية أو إعادة تأهيله عرييا لا تخطئون ايها القادة العرب فالمعضلة أكبر من ذلك الأسد مجرم حرب وملطخأ بدماء السورين وعودته للجامعة العربية لن تكون سوى إعادة تاهيل لديكتاتور منبوذ في محفل مليء بالديكتاتوريين.